الاثنين، 19 أبريل 2010

كتابة التوراة ..تناقضات البابا وعجزه

الأربعاء 9 ديسمبر 2009

سأبدأ بالكتاب الذى كتبه البابا شنودة الثالث بعنوان (سنوات مع أسئلة الناس ـ أسئلة خاصة بالكتاب المقدس) , حيث أتى البابا بمجموعة من الأسئلة التى ألقاها عليه المسيحيين كالجمرات فى الكنيسة , وسنلاحظ سوياً من خلال ردود البابا على بعض تلك الأسئلة العجز الواضح عن الرد كما سيتضح فيما يلى:
ففى هذا الكتاب الذى هو بعنوان (سنوات مع أسئلة الناس ـ أسئلة خاصة بالكتاب المقدس) بالصفحة رقم 14 فى رده على سؤال .. هل موسى هو كاتب التوراة؟ .. يذكر البابا سؤالاً على لسان أحد أتباع كنيسته من شقين يقول فيه:
"السؤال: نحن نعلم أنَّ موسى هو كاتب الأسفار الخمسة الأولى (التوراة) ولكن ما إثبات هذا الاعتقاد لمن يسألنا..؟ وإن كان موسى النبى هو كاتبها, فكيف ذكر فى آخرها خبر وفاته؟ .. هل يعقل أن يكتب إنسان خبر وفاته بنفسه؟" (انتهى).
وأرجو ملاحظة أنَّ البابا قد بدأ بالإجابة على الشق الثانى من السؤال أولاً وأرجو منكم جميعاً التمعن فى قراءة رده الغريب وأترك لكم الحكم .
يجيب البابا على الشق الثانى من السؤال أولاً فيقول:
"موسى النبى كتب الأسفار الخمسة كلها ما عدا خبر وفاته طبعاً (تث 34: 5-12) فهذه الفقرة الأخيرة من سفر التثنية كتبها تلميذه وخليفته يشوع ..!! وكان يمكن أن ترد فى أول سفر يشوع الذى بدأ بعبارة "وكان بعد موت موسى عبد الرب..." (يش 1: 1)... ولكن رُؤى من الأفضل أن يُكتب خبر موت موسى النبى ودفنه فى آخر الأسفار الخمسة استكمالا لتاريخ تلك الفترة التى تشمل حياة موسى النبى وعمله , وهو أشهر نبى فى تاريخ العهد القديم كله". (انتهى كلام البابا فى رده على الشق الثانى من السؤال ..).
وتعليقاً على ما سبق:
ينبغى لنا أولاً تحرير مصطلح (التوارة) ونتفق على معناه ويعى كل مِنَّا معنى ذلك المصطلح فى عقيدته . فالتوراة عند المسلم هى الكتاب الذى أنزله الله تعالى على موسى u , وبالتالى فمصدر التوراة هو الله سبحانه وتعالى وليس موسى ولا يشوع ولا غيرهم وذلك فى قوله تعالى: ] ) نَزَّلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَأَنْزَلَ التَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ (3) [ (3/ آل عمران) .
أمَّا التوراة عند البابا شنودة وأتباع كنيسته فتختلف اختلافاً كلياً عن تلك التى فى اعتقاد المسلمين سواء من حيث المصدر أو المضمون . فمصدر التوراة عند البابا شنودة وأتباع كنيسته ليست من الله تعالى مباشرة وإنما أصلها كتابة موسى بنفسه ثم طرأت عليها تغييرات من غيره سواء بالتعديل أو الحذف أو الإضافة أو وضع رؤيته الشخصية فى إعادة التبويب أو الأسلوب كما سنجد هذا صراحةً فى اعترافات البابا شنودة بنفسه مخالفاً بذلك اعتقاد المسلمين فى أصل التوراة , وذلك بصرف النظر ما إذا كانت النسخة الموجودة حالياً تم تحريفها عن أصلها أم أنها ظلت على ما هى عليه . وبصرف النظر عن أنها كتبت بإلهام أم لا . فشنودة ومَن تابعه على ملته لا يعرفون الوحى ..!!
والاختلاف فى المصدر يقتضى الاختلاف فى المسمى , وهذا يعنى أن قولهم بأنَّ العهد القديم أو الأسفار الخمسة الأولى فقط (توراة) لا يلزمنا نحن المسلمين بالأخذ به وافتراض أنَّ التى بأيديهم ويدعون أنها التوراة هى بالفعل التوراة التى أنزلها الله تعالى على موسى حتى وإن شابها التحريف . فالعهد القديم الذى بأيديهم ليس هو التوراة التى فى عقيدة المسلمين لأنَّ أصلها عندهم ليس من الله تعالى حتى وإن أسموها بالتوراة .
وبالتالى فقول المسلمين وغيرهم بأنَّ الذى بأيديهم هى التوراة ولكن محرفة قول غير صحيح , لأنها ليست هى التوراة التى فى عقيدة المسلمين لأنهم لم يتفقوا مع المسلمين فى مصدر التوراة بأنه من عند الله تعالى مباشرة دون تدخل من أى مخلوق بما فيهم موسى u نفسه .
فبفرض أن قام أحد المعاصرين بتأليف كتاب وأسماه إنجيل أو توراة فهل هذا يعنى أن نطلق عليه المسلمون (إنجيل محرف) أو (توراة محرفة) ..؟؟
بالطبع لا .. لأنه ليس إنجيلاً ولا توراةً من الأصل , ولأن مصدره ثبت أنه من عند غير الله مثل كافة أسفار العهدين القديم والجديد . فكافة تلك الأسفار والكتب لا تعدو عن كونها كتابات لأشخاص مجهولين , بل ويضاف إلى ذلك أيضاً ثبوت تحريفها عن نسخها الأصلية .
وأقرب مثال على ذلك هو بفرض أن التقى أحدنا بشخص مجهول يتشابه اسمه مع اسم صديق معروف . فهل يجوز أن نعتبر ذلك الشخص المجهول هو الصديق المعروف لمجرد اتفاقهم فى الاسم ..!!
وهل يجوز أن نقول أنَّ شكل وملامح الشخص المجهول قد تغيرت كثيراً عن ذى قبل مقارنةً بملامح الصديق المعروفة لدينا ..؟؟
فالقول بهذا يعنى اعترافًا ضمنيًا بأنَّ ذلك الشخص والصديق هما كيان واحد مع أن الواقع خلاف ذلك . ولكن الحقيقة أن كلاهما شخصان مختلفان تماماً , ولا يعنى اتفاق الاسم اتفاق المسمى .
واستنتاجاً مما سبق .. فقول المسلمين بأنَّ الكتاب المقدس الذى بأيدى المسيحيين هو الإنجيل المحرف والتوراة المحرفة خطأ جسيم . لأنه ليس توراةً ولا إنجيلاً من الأصل , ولأن ثبوت التحريف عن النسخ الأصلية لا يعنى أنه توراة وإنجيل محرف , لأن تلك النسخ الأصلية باعترافهم ليست منزله من عند الله تعالى وبالتالى ليست توراةً ولا إنجيلاً أصلاً .
فإذا كان هذا يتعلق بالنسخ الأصلية , فما بالنا بالمحرفة عنها ..؟؟
وعودة إلى كلام البابا شنودة نلاحظ ما يلى:
نلاحظ أنَّ البابا قد بدأ إجابته بأسلوب مغرض , ألا وهو افتراض حدث معين ليس له أى أساس من الصحة , ثم التحدث عنه وكأنه واقع وحقيقة مسلم بها وغير قابلة للنقاش , ثم يعود بعد ذلك فيستند إليها ليثبت ما يريد أن يثبته بما يتفق مع هواه الشخصى . ويتضح ذلك فى بداية قوله: (موسى النبى كتب الأسفار الخمسة كلها ما عدا خبر وفاته طبعاً) حيث أنه بدأ بهذه المقولة كى يوحى للقارئ ــ دون أن يشعر ــ أنَّ هذا الكلام حقيقة واقعة ومسلم بها .. وحتى تعاونه هذه الحقيقة التى ابتدعها عندما يستند إليها لإثبات دعواه .. تماماً كالمحامى الذى يخدع موكله فيذكر له قانوناً باطلاً ليس له أى سند كى يوحى إليه أن قضيته مضمونة المكسب .
وأنا أتساءل: على أى أساس استند البابا أنَّ موسى كتب الأسفار الخمسة (كلها) ما عدا ما جاء عن خبر وفاته – كما ذكر فى مقدمة كلامه ..؟؟
وما الذى يثبت أنَّ خبر وفاته ـ والذى كتبه يشوع كما يدعى البابا ـ لم يكن هو الشىء الوحيد الذى أدخل على الأسفار الخمسة , وأنَّ ثمة مدخلات أخرى قد أقحمت فى تلك الأسفار الخمسة ..؟؟
ذكر البابا أيضا أنَّ الفقرة التى تتحدث عن وفاة موسى قد كتبها تلميذه وخليفته يشوع .. وأنا أتساءل حقيقة: على أى أساس وبأى دليل استند البابا أنَّ يشوع هو الذى كتب هذا الكلام ولم يكتبه أحد آخر غير يشوع ..؟
هل كان ذلك مذكورًا فى المخطوطات القديمة للعهد القديم ..؟؟
أم أنَّ البابا لا يجوز أن يُناقش أو يسأل عن هذا الكلام ..؟؟
وبعد ذلك نرى أنَّ البابا يذكر الأفعال رُؤى ويُكتب المبنية للمجهول وذلك فى قوله: "ولكن رُؤى أنه من الأفضل أن يُكتب خبر موت …) . وأنا أتساءل: لماذا يصر البابا على اتباع ذلك الأسلوب الذى لا يستند إلى تأصيل تاريخى ومنهجى فيذكر أحداثًا جسيمة مثل كتابة وتعديل وإعادة توزيع وترتيب الكتاب المقدس ـ كما يذكر فى نقل بداية سفر يشوع إلى نهاية سفر التثنية ـ ثم ينسب ذلك بمنتهى البساطة إلى شخص مجهول دون أن يذكر لنا التفاصيل الحقيقية الموثقة بالأدلة الدامغة التى تشمل الأحداث والشخصيات والمرتبطة بإعادة ترتيب الكتاب المقدس ..!!
والمدهش حقيقة فى كل ما سبق هو ما ذكره البابا فى عبارة (من الأفضل) وذلك فى قوله: (فقد رُؤى من الأفضل أن يُكتب …) . وأنا أتساءل هنا: هل كان الذين يكتبون الكتاب المقدس يكتبونه ويرتبونه ويبوبونه ويفهرسونه وفقا لما يرونه هم (من الأفضل)، أم وفقًا لم يراه الله سبحانه وتعالى كما أنزله هو على موسى كما يعتقد المسلمون ــ أو كما كتبه موسى على حد زعمهم ..؟؟
وإذا كان البابا يعتقد ويريدنا أن نعتقد مثله أنَّ كاتبى ومخرجى الكتاب المقدس قد كتبوه وفقاً لم يرونه هم فى قوله (من الأفضل) .. فما الذى يمنع هؤلاء ما داموا قد سمحوا لأنفسهم بالتعديل والفهرسة والتبويب والإضافة فى موضوع وفاة موسى , أن يسمحوا لأنفسهم أيضا بمثل هذا التعديل وإعادة التوزيع فى مواضع شتى كثيرة فى الكتاب المقدس وذلك تنفيذا لسياسة (من الأفضل) التى اتبعوها فى موضوع وفاة موسى ..؟؟
ثم نجد أنَّ البابا يجيب على الجزء الأول من السؤال حول إثبات أنَّ موسى هو الذى كتب الأسفار الخمسة ويستشهد على ذلك بما جاء بالكتاب المقدس المفترض أساسا أنه قد شابه التحريف ..!! تماما كالمحامى الذى يستند فى دعواه لبراءة المتهم على كلام المتهم نفسه , ضارباً بعرض الحائط كل الأدلة والقرائن والبراهين من البصمات وأقوال الشهود ونتائج التحقيقات وغيرها التى تدل على اقتراف ذلك المتهم للجريمة .. وهذا هو ما فعله البابا .
فقد ذكر البابا بعض مقتطفات من الكتاب المقدس والتى يذكر فيها أنَّ الرب أمر موسى أن يكتب التوراة ..!!
ولكن القضية تكمن فى مسألة أخرى تجاهلها البابا ألا وهى: هل التوراة الأصلية التى أنزلت على موسى u هى هذه الأسفار الخمسة كلها الموجودة بين أيدينا بما تشتمل عليه من بذاءات وقصص جنسية وزنا محارم ألصقت بالأنبياء وذريتهم, أم أنه قد حدث بها تحريف من حذف وإضافة وتعديل وإعادة توزيع مثلما اعترف البابا شنودة بنفسه ..؟؟
فهناك فرق بين التوراة الأصلية التي أنزلها الله تعالى على موسى u وبين تلك الأسفار الخمسة التى بأيدينا والتى يسميها البابا شنودة (توراة) , فلا يجوز الخلط بين هذا وذاك من خلال استعمال مصطلح واحد لكيانين مختلفين .
ولذلك نجد أنَّ البابا قد تجاهل الرد على قضية تطابق التوراة والأسفار الخمسة .. وانطلق إلى قضية أخرى وهى التوراة أنزلت على موسى أم على أحد غيره ..!!






هناك 3 تعليقات:

غير معرف يقول...

إلهكم إله عجيب غريب
تؤمنون أنه ينزل كتبا من السماء لكن للأسف هذه الكتب لا وجود لها، فهي قد إختفت كما تعتقدون ولا وجود لها
وهي غير موجودة الأن فقط بل منذ دهور طويلة، فعلم الأثار الذي إكتشف مخطوطات تسبق ميلاد الله الظاهر في الجسد يسوع المسيح، لم يكتشف ولا حتى قصاصة مخطوطة من توراتكم ولا إنجيلكم ولا اي كتاب تؤمنون أنه كان موجودا
كل ما تم ذكره في الكتاب المقدس كلمة الله الحية تم إكتشاف أثار له يؤيده في علوم الأثار، لكن بالنسبة لكم فلا يوجد أى شئ يؤيد إيمانكم
أفلا تعقلون

غير معرف يقول...

انتم الاغرب فبالرغم من الادله الواضحه على تحريف كتابكم المقدس الا انكم تنكرون التحريف وتقولون اين هو وعندما نواجهكم بتلك الادله تقولون لنا يعنى ربنا مش قادر يحفظ كلامه فعجبا لاشخاص يدافعون عن الباطل وينكرون الحق رغم رؤيتهم له
واين تلك الادله التى تثبت عدم تحريف كتابك ؟؟؟؟؟؟؟
تقول اثار المخطوطات هههههههههه

يعنى مخطوطات وادى قمران اللى اثبتت تحريف الكتاب بقت دليل قوى على عدم تحريفه ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

وملحوظه صغيره لك نحن نؤمن ان التوراه موجوده ولكن تم تحريف اغلب نصوصها مش بنؤمن زى ما بتعتقد ان التوراه ضاعت ومش لاقينها ههههههههههههه

Umzug Wien يقول...

Vielen Dank .. Und ich hoffe, Sie Mved Entwicklung und Schreiben von verschiedenen Themen :)